الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة في أمور الاعتقاد

السؤال

أختي الصغيرة (21 عاماً) تعاني مؤخراً من هواجس داخل رأسها تحفزها والعياذ بالله العلي العظيم على أن تسبه - أستغفر الله العظيم حتى أثناء الصلاة أحياناً مع العلم أنها في فترة امتحانات السنة الأخيرة بالجامعة وهي خائفة قلقة وتشعر بالملل كثيراً و تظل لفترات طويلة بمفردها بالمنزل عند غياب أبينا وأمنا بالعمل و أنا أعيش بالخارج.
هي محجبة منذ سنوات عديدة عن اقتناع وتصلي ولم يحدث لها هذا أبداً من قبل. أقول لها أن تستعيذ بالله من الشيطان وتقرأ آية الكرسي وأواخر سورة البقرة والإخلاص والمعوذتين عند الاستيقاظ وقبل النوم و تقول إن بعض الأوقات لا يجدي هذا نفعاً و تسأل عن أشياء مثل لماذا ترك الله غزة فيما هي فيه و إذا كان هذا عقاباً للمسلمين ما ذنب أهل غزة و لما لا يعذبنا جميعاً؟
أنا قلقة جداً عليها و أرجو المشورة من أهل العلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا الكلام عن الوسوسة في أمور الاعتقاد والإيمان في فتاوى عديدة، مع بيان كيفية علاجها، فراجعي على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17066 ، 2081 ، 12400 ، 28751 ، 37959 ، 76732 . ثم انصحي بما فيها.

وعليك أن تكثري من الدعاء لأختك، ويمكنك أن تتصدقي بنية مداواتها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة. حسنة الألباني. وقد سبق أن ذلك من أفضل طرق علاج المرضى في الفتويين: 35282 ، 65491 .

وننبهك أيضا على أن طول بقاء أختك بمفردها وغياب والديها عنها، قد يكون من أسباب تسلط الشيطان عليها، فلو أمكن أن تتواجد مع رفقة صالحة ناصحة لكان لذلك أعظم الأثر في تحسنها، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوحدة: أن يبيت الرجل أو يسافر وحده. رواه أحمد وصححه الألباني.

ثم لا مانع أن تتعاطى أختك مع ذلك علاجا نفسيا.

أما سؤال أختك عن أهل غزة وما أصابهم، فقد سبق أن بينا الحكمة في ذلك وأن قضاء الله تعالى يجري وفق حكمة تامة في الفتوى رقم: 117417 ، وما أحيل عليه فيها.

ويجدر بنا أن نذكر بقوله تعالى: لوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:22-23} .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني