الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

بعد التوكل على الله أنا عمري 18 سنة كنت أحلف بالله كذبا من غير أن أعرف، فهل بعد ما عرفت علي كفارة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تتعمد الحلف بالله كذبا وكان ذلك بعد بلوغك سن التكليف فإن عليك أن تتوب إلى الله تعالى، فإن تعمد الحلف على الكذب من كبائر الذنوب، وهو اليمين الغموس الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. رواه البخاري وغيره.

وكفارته المبادرة إلى التوبة منه، فهذا هو الواجب فيه عند جمهور أهل العلم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فقد قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.

وإذا أخرجت عنه كفارة يمين فإن ذلك أحوط لك كما هو مذهب بعض أهل العلم، وانظر الفتوى: 134362، للمزيد من الفائدة.

وإن كنت تقصد أنك كنت تحلف على أمر غير واقع من غير تعمد للكذب، لأنك لا تعرف أن ما تحلف غير واقع، فتبين لك أنه كذب، فإنه لا كفارة عليك في ذلك ولا إثم، وهذا من لغو اليمين المعفو عنه، وانظر الفتوى: 59704.

وراجع في علامات البلوغ فتوانا رقم: 10024.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني