الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رضاع الكبير لا يحرم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أحب أن أسأل عن حكم رضاع الكبير. هل هو محرم أم جائز أم مستحب؟
ثانياً: ماهي صفة رضاع الكبير هل تكون مباشرة أم عن طريق إناء يوضع به..!! فهناك أدلة تدل على رضاع الكبير إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل كان الرضاع في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة أم عن طريق إناء؟
وإذا أتينا بخادمة فهل أرضع منها حتى تصير محرما لي. مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح الذي عليه أكثر أهل العلم سلفا وخلفا، ومنهم الأئمة الأربعة وأتباعهم: أن رضاع الكبير لا يحرم، وقد حُكي الإجماع على ذلك، فلا ينبغي العدول عن هذا القول. وأما حادثة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه فقد كانت معالجة لظرف كان موجوداً قبل الإسلام وهو التبني، وقد حسمه الإسلام فلا يعقل تكرره إلا في من أسلموا حديثاً، وكان هذا الظرف موجوداً عندهم، وراجع الفتويين: 3901، 32501.

وعليه فلا يجوز رضاع الكبير من الخادمة أو غيرها، ولا يترتب على ذلك محرمية.
وأما كيفية رضاع الكبير في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وهل كان مباشرة أم عن طريق إناء.

فقال النووي: قال القاضي: لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها ولا التقت بشرتاهما. وهذا الذي قاله القاضي حسن. اهـ.
ويؤيده ما جاء في (الطبقات الكبرى) لابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن أبيه قال: كان يحلب في مسعط أو إناء قدر رضعة فيشربه سالم كل يوم، خمسة أيام. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني