الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة من حلف بالله كاذبا متعمدا

السؤال

أنا كنت في الماضي أحلف كثيرًا, ولا أهتم إن كنت صادقًا, ولكني الآن - والحمد لله – تبت, ولكني لا أعرف كم حلفًا حلفت كذبًا, فماذا أفعل لقضاء الكفارة؟ فأنا لا أعرف كم كفارة أؤدي.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من حلف بالله كاذبًا متعمدًا، فقد ذهب الجمهور إلى أنه لا كفارة عليه، إذ إنه أتى بذنب أعظم من أن تمحو أثره كفارة يمين، وإنما الواجب عليه أن يتوب لله تعالى مما ارتكبه وتجرأ عليه، فإن تاب فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها.
وذهب الشافعي وطائفة من العلماء إلى وجوب الكفارة عليه؛ لعموم قوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ {المائدة:89}، ولعل الجمع بين التوبة والكفارة أسلم؛ إعمالاً للنصوص كلها، وخروجًا من خلاف أهل العلم؛ ولأن موجب التوبة والكفارة قائم، فلا يغني أحدهما عن الآخر، وانظر فتوانا رقم: 7228.
وأما عن المرات الماضية التي حلفت فيها ولم تعرف عددها فعليك أن تخرج كفارات بقدر ما يغلب على ظنك أنه يأتي على عدد الأيمان التي حلفتها, وعليك أن تتوب إلى الله مما سبق, وتتجنب كثرة الحلف, وانظر فتوانا رقم: 118607.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني