الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجب على المرأة خدمة أهل زوجها

السؤال

أنا رجل متزوج منذ 9 سنين تقريبا، وحيد ‏أهلي ‏والباقي بنات، وآخر واحدة منهن تزوجت ‏منذ شهور. ‏أسكن مع أهلي في بيت واحد. سافرت ‏منذ 2008 ‏إلى السعودية حيث أعمل هناك. ‏جئت 3 مرات في الإجازة، كل ‏مرة تحدث ‏مشكلة، ووالدي يحلف يمينا ألا أدخل ‏البيت ‏آخرها منذ 8 شهور، كنت في إجازة، وبعد ‏‏15 ‏يوما حصلت مشكلة وهي أني قدمت لبنتي ‏في مدرسة ‏خاصة في المحافظة عند أهل ‏زوجتي، وللعلم ‏فإن والد زوجتي متوفى ولا يوجد غير أم ‏زوجتي، وبنت ‏كانت في الجامعة وتزوجت أيضا ‏من شهور، ‏فذهبت إلى المحافظة كي أجدد ‏شهادة التجنيد؛ ‏لأنها كانت قد انتهت، وجئت من ‏السفر لأجلها، ولكي أسلم على أهل زوجتي، لكن ‏حصل نقص في ‏الأوراق ورجعت أخذتها من ‏البيت ورجعت مرة أخرى، ‏وصلت لمنزل أهل ‏زوجتي، فاتصلت أختي ‏بزوجتي وأخبرتها أن ‏والدي حلف علي يمينا أن لا أدخل المنزل مرة ‏أخرى، بسبب أني قدمت ‏لبنتي في مدرسة ولم ‏أقل له. وكيف أقدم لها هناك! ‏المهم رجعت لأرى ‏المشكلة، أيضا حلف علي أن لا أدخل حتى لكي آخذ ملابسي، ‏لولا تدخل زوج أختي، ‏وأخدت ملابسي وخرجت. ‏رجعت لبيت أهل ‏زوجتي، كنا أنا وزوجتي فقط ‏في البيت، فأمها ‏وأختها موجودتان عند أختها ‏المتزوجة؛ لأن ‏زوجها أيضا في الغربة. جلست ‏ما يقارب ‏أسبوعين وجاء عيد الأضحى، وذهبت وقضيت العيد ‏معهم، ورجعت وقضيت أسبوعا مع ‏زوجتي، ‏ورجعت لعملي.
ومنذ شهر ونصف أنجبت ‏زوجتي ‏ولدا، مع العلم أني قد رزقت ببنتين، ‏واتصلت بأهلي وأخبرتهم ولم يذهب أحد منهم ‏حتى ‏للاطمئنان عليها. ومنذ أسبوع تحدثت معي ‏أختي وقالت إن أهلي غاضبون؛ لأن زوجتي لم ‏ترجع. ‏فقلت لها: كيف ترجع وهم حتى ما سألوا ‏عنها ‏بأي وجه! المهم حاولت، ولكن زوجتي ‏رفضت ‏أن ترجع حتى لو وصل الأمر ‏للانفصال. أخذت ‏أختي تتحدث معي عن بر ‏الوالدين، وأن والدتي ‏متعبة ولا تستطيع أن تعمل ‏كل شيء بنفسها. فا‏حترت، ولا أجد طعما لأي ‏راحة فأنا بين رضا ‏أهلي، وحق زوجتي ‏وعنادها وأولادي، مع العلم ‏أن لي أربع أخوات متزوجات بالقرب من والدتي، ‏ومعها والدي ‏ويزرنها دائما أو بشكل يومي، ‏لكني تعبت حقا ‏واحترت.‏
‏ آسف للإطالة، لكن ‏هذا تلخيص لكي أوصل ‏لحضرتك الفكرة شبه ‏متكاملة.‏
‏ أرجو منكم الإفادة جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل، ولا يلزمها قبول السكن مع أحد من أهله كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 28860.
ولا يجب على المرأة خدمة أم زوجها أو غيرها من أهله، لكن إن تبرعت بذلك فهو من الإحسان الذي تحمد عليه؛ وانظر الفتوى رقم: 66237
وعليه، فلا يجب على زوجتك أن تقيم مع أهلك، وإذا امتنعت من ذلك فليس لك إجبارها عليه، وليس في هذا عقوق لوالديك، لكن عليك أن تبرهما بما تقدر عليه، وتحسن إليهما حسب استطاعتك، وننصحك أن تسعى للإصلاح بين أهلك وزوجتك، وتستعمل الحكمة والمداراة في ذلك. وراجع الفتوى رقم: 66448 ولك أن تسكنها في مكان قريب من والديك بحيث تستطيع خدمتهما منه والقيام بواجباتهما عليك، وليس للزوجة الحق في الامتناع من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني