الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين أخذ الدواء وبين الإعراض عن الوساوس

السؤال

أتعرض لهجمة شرسة من الوساوس في الكفر والشرك ـ والعياذ بالله ـ وأعلم أن هذه الوساوس من الشيطان عظيمة وسريعة وكثيرة لا يمكن أن أتفوه بها حتى ولو نشرت بالمناشير وأكرهها كرها عظيما، وبعدما تأتيني أتوجه إلى الله بالتحميد والاستغفار، فعندما يأتيني هل يصح أن لا أقول أي شيء بعدها من الاستغفار، وأتجاهلها مهما عظمت وكثرت وتنوعت؟ كما تأتيني بأنني لم أذكر اسم الله أول الطعام ولم أحمد الله بعده، فأكررها أكثر من مرة، فما هو الحل؟ لا أريد أخذ أي دواء، فلا يوجد أفضل من الإعراض عنها.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه الوساوس لا تضرك ولا تؤثر في إيمانك ما دمت كارها لها نافرا منها، بل كراهتك لها دليل صدق إيمانك ـ والحمد لله ـ وأنت مأجور على مجاهدتها والاجتهاد في الإعراض عنها، وانظر الفتوى رقم: 147101.

ولا يلزمك أن تأتي بأي ذكر بعدها ـ لا الاستغفار ولا غيره ـ وإعراضك عنها تماما هو الصواب، وحتى في الأكل ونحوه فسم مرة واحدة ثم لا تعد مهما وسوس لك الشيطان أنك لم تفعل، ولا تعارض بين أخذ الدواء وبين الإعراض عن الوساوس، فإن الدواء العضوي قد يعين ـ بإذن الله ـ على التعافي من هذا الداء، وأخذه فيه استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني