الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا صاحب السؤال بالفتوى رقم: 2646989، المتعلق بعفو العاجز، وأعتذر لأنني لم أوضح المقصود بالسؤال.
فالقصة كما يلي: ظلمت من أحد الأشخاص، فقد ظلمني وافترى علي، وأهانني، وتسلط علي، فذهبت لأقرباء لي ليردعوا هذا الظالم، فغدروا بي، وطعنوني بالظهر، وأصبحت مظلوما مقهورا، فحاولت الثأر لنفسي، لكنني لم أستطع لضعف حيلتي، فقلت سأعفو، على الرغم من أن العفو لم أوطن نفسي عليه، ولو قدرت عليه لما عفوت، وأنا إلى الآن أحاول أن أنتقم.
فهل عملي هذا يسمى عفوا؟ وهل يحق لي الدعاء على هذا الشخص؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن سعيك في الانتقام من هذا الشخص، يتنافى مع ما ذكرته من عفوك عنه، فلست والحال ما ذكر عافيا، ولا يلحقك ثواب العفو؛ لأنك لم توطن نفسك على مسامحته، والصفح عن جريمته، ولبيان معنى العفو، انظر الفتوى رقم: 70676.

وأما دعاؤك عليه، فهو جائز بقدر مظلمته، وانظر الفتوى رقم: 331324، والأحسن من هذا كله أن توطن نفسك على الصفح عنه، وترك مجازاته إن أمكنك ذلك، وأن تترك الدعاء عليه، وتحتسب ذلك عند الله تعالى، فإن أجر العفو والصفح عظيم، كما قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني