الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأتها وليكفِّر عن يمينه

السؤال

منذ عشر سنوات حلفت أنني إذا لم أنجح في الامتحان النظري للسياقة، فلن أعاود الكرة، فلم أنجح حينها، ولكنني بعد سبع سنوات كررت المحاولة، ونجحت في الامتحان، لكنني عانيت كثيرًا في تعليم السياقة، واستغرق الكثير من الوقت حتى قدموني للامتحان، وعذاب الضمير لا يفارقني؛ لأنني حنثت في اليمين، مع أنني أخرجت الصدقات ـ والحمد لله ـ وأديت العمرة، وأشعر دائمًا أن فشلي هو عقاب من الله؛ لذا فأنا حزينة وقلقة دائمًا من هذا الموضوع.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فننصحك بأن تهوني عليك الأمر، فإن الرسوب في السياقة أمر عادي، ويكثر حصوله لبعض الأشخاص الماهرين في السياقة، واعلمي أنه لا حرج عليك في إعادة الامتحان مرة أخرى بعد أن أقسمت أن لا تعيديه، وإنما تلزمك كفارة يمين؛ وذلك لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أعتم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله، فوجد الصبية قد ناموا، فأتاه أهله بطعامه، فحلف لا يأكل من أجل الصبية، ثم بدا له فأكل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فليأتها، وليكفِّر عن يمينه. أخرجه مسلم.

وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني والله ـ إن شاء الله ـ لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني