الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجب التتابع في قضاء رمضان باتفاق المذاهب الأربعة

السؤال

لم أصم رمضان مدة 8 سنين، بسبب المرض، والآن -ولله الحمد والمنة- تحسنت قليلًا، وأريد أن أقضي، فهل أصوم ثمانية شهور؟ وإذا كان الجواب نعم، فمن الصعب عليّ أن أصوم يوميًّا؛ لأني لم أشف تمامًا، فهل أصوم في الأسبوع ثلاثة أيام، وهكذا حتى أنتهي؟ أفيدوني -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتمم لك الشفاء.

وأما القضاء: فإذا كنتَ قد أخرجت فديةً عن تلك الأيام التي أفطرتها، بناءً على أن مرضك لا يرجى برؤه، فإنه قد برئت ذمتك بإخراج الفدية، ولا يلزمك القضاء عند كثير من أهل العلم، كما بيناه في الفتوى رقم: 78296، والفتوى رقم: 340804.

وإن كنت لم تخرج فديةً، أو كان مرضك مما يرجى برؤه، فإنه يلزمك القضاء، ولكن لا يلزم أن تقضيه متتابعًا، بل يجوز لك أن تفرقه، جاء في الموسوعة الفقهية: لاَ يَجِبُ التَّتَابُعُ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ، بِاتِّفَاقِ الْمَذَاهِبِ الأْرْبَعَةِ ... اهـ.

وقال ابن قدامة في المغني: وَقَضَاءُ شَهْرِ رَمَضَان مُتَفَرِّقًا يُجْزِئُ، وَالْمُتَتَابِعُ أَحْسَنُ، هَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَأَبِي قِلَابَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مَالِكٌ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ ... اهــ.

فاقضِ بحسب استطاعتك، ولا حرج عليك.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني