الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تصوير الشخص نفسه في الحرم المكي أو المدني يعد من الرياء

السؤال

يحرص كثير من المسلمين: (رجال ونساء على السواء) عند زيارة بيت الله الحرام، أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أن يصوروا أنفسَهم بالمحمول تصويرًا ذاتيًّا(selfy)، أو يطلبوا من شخص أن يصورَهم؛ من باب تذكرتهم بزيارة الحرمين الشريفين. بل وقد يُقَدِّرُ اللهُ وجودَ شخصٍ مشهور: (ممثل أو ممثلة، أو مطرب أو مطربة، أو راقص أو راقصة، أو عارضة أزياء، أو ملكة جمال، أو فتاة إعلانات، أو مذيعة، أو لاعب أو لاعبة)
فيطلب منه المسلم، أو المسلمة أن يتصورَ معه.
فهل هذا يجوز؟ حتى على القول بإباحة التصوير الفوتوغرافي؟ أم يدخل فيه نوع من الرياء، خاصة أنه سيعرض هذه الصور إما على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت (فيس بوك، وغيره) أو يتبادل مع أقربائه وأصدقائه الصور على المحمول؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحرص كثير من المسلمين -كما ذكرت- على تصوير أنفسهم داخل الحرم المكي، أو النبوي، له حكم تصوير ذوات الأرواح، فمن جوّزه كان جائزا عنده في الحرمين وغيرهما، ومن حرمه، ففي الحرمين من باب أولى؛ لعظم حرمتهما، وقد ذكرنا هذه المسألة في عدة فتاوى، فيرجى مراجعتها، كالفتاوى التالية أرقامها: 10888، 9755، 80470.
وأما التصوير مع ممثل أو ممثلة، أو راقص أو راقصة ونحوهم، فلا نراه سائغا؛ لأن في التصوير معهم احتفاء بهم، وتقديرا لهم مع مجاهرتهم بالمعاصي، ففيه التغرير بهم. كما أنه يحرم تصوير الجنسين الأجنبين (الرجال والنساء) مع بعضهم؛ لما في ذلك من أسباب الفساد، ويرجى مراجعة الفتوى رقم: 52660.
ومجرد تصوير الحاج أو المعتمر في الحرمين الشريفين وحده، أو مع شخص مشهور -كما ذكرت- وعرض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي = لا يحكم على فاعله بالرياء، وذلك أن الرياء ليس له علامات ظاهرة بيّنة يمكن الرجوع إليها، ومع ذلك فإن مثل هذا الفعل قد يكون صادرا عن رياء وسمعة؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الشرك بأنه أخفى من دبيب النمل، فعن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل. فقيل له: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم. رواه أحمد، وحسنه الألباني. ويرجى مراجعة الفتوى رقم: 134994، عن سبيل التخلص من آفة الرياء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني