الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يكفر من غلبه النوم حتى فات وقت الصلاة

السؤال

لدي مشكلة، وهي أنني أنام وأكون لم أضع منبها، وأستيقظ بعد خروج وقت الصلاة. ثم أندم حسرة على ذلك، وهذا ليس بإرادتي، إنما يحصل فجأة تارة وتارة! وعند استيقاظي أتذكر إن كان لدي عقلي عند إيقاظهم لي، أو عند وقت دخول النوم، لكن لم أضع المنبه، لا أعلم والله ما هذا الأمر الذي بي! لكني حريصة جداً على صلاتي في كل الأوقات، ولكن مشكلة النوم هذه تؤرقني، وأريد أن أعرف الحكم الشرعي لهذا الأمر. فقرأت في إحدى فتاويكم، أن من يكفر هو من يترك الصلاة بكثرة، فأنا قرابة ال 10 " هذا الرقم تقديري فقط"
فهل أكون كافرة، علماً أني أعلم أن هذا من الشيطان، بحيث أستيقظ من نفسي بعد خروج الوقت بعدة دقائق!!
أرجوكم ألهموني الصواب، وما يترتب على الحكم الشرعي الذي في مسألتي؛ لأني سابقاً أصبت بوسواس قهري، فأريد العلم الصحيح حتى لا يكون هناك مدخل للشيطان في نفسي.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس، فعليك أن تتجاهليها وتعرضي عنها، ولا تبالي بها، ثم إن الذي ينبغي لك هو الأخذ بأسباب الاستيقاظ قبل النوم، وقد أوجب ذلك بعض أهل العلم؛ كما في الفتوى رقم: 119406.

فإذا أخذت بأسباب الاستيقاظ ولم تستيقظي، أو تركت الأخذ بالأسباب ونمت حتى فات الوقت، فصلي عند انتباهك من نومك، ولا تأثمين عند أكثر العلماء ما دمت نمت قبل دخول الوقت، وليست هذه المسألة من مسائل التكفير بحال، ولا يقول أحد من العلماء بأن من غلبه النوم حتى فات الوقت يكفر بذلك، وإنما يكفر من تعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها على قول بعض أهل العلم، وأما النائم فمعذور، ووقت الصلاة في حقه هو وقت استيقاظه، ولبيان الخلاف في حكم تارك الصلاة، انظري الفتوى رقم: 130853.

والخلاصة أن عليك الأخذ بأسباب الاستيقاظ، فإن غلبك النوم ولم تستيقظي إلا بعد شروق الشمس، فصلي ولا إثم عليك، ودعي الوساوس واطرحيها عنك؛ فإن استرسالك معها يفضي بك إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني