الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيلُ لثلاثةٍ: هِيَ لرُجلٍ أجرٌ، ولرُجلٍ سِتْرٌ ، وعلى رجلٍ وِزرٌ، فأمّا الّذي هِيَ لهُ أجرٌ، فرجُلٌ ربَطَها في سبيلِ اللهِ، فأطالَ لها في مَرْجٍ أوْ روْضةٍ، فلَمَّا أصابَتْ في طِيَلِها من المرْجِ والرَّوضةِ كانتْ لهُ حسناتٍ، ولوْ أنَّها قَطَعَتْ طِيَلَها فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أوْ شَرَفَيْنِ كانتْ آثارُها وأرْواثُها حسناتٍ لهُ، ولوْ أنَّها مرَّتْ بنهْرٍ فشرِبَتْ ولمْ يُرِدْ أنْ يَسقِيَها كان ذلكَ لهُ حسناتٍ، ورجلٌ ربَطَها تغَنِّيًا، وسِتْرًا، وتعَفُّفًا، ثُمَّ لمْ ينْسَ حقَّ اللهِ في رِقابِها وظُهورِها فهِيَ لهُ سِترٌ، ورجلٌ ربطَها فخْرًا ورِياءً ونِواءً لأهلِ الإسلامِ، فهِيَ لهُ وِزر ـ فمعلوم أن الرياء في العبادات المحضة، فلماذا تم ذكر الخيل في الرياء؟ وهل لأن الخيل قديما كانت تستخدم في الجهاد، ومعلوم أن من قاتل ليقال إنه شجاع، فهدا رياء؟ أما إذا قصد الإنسان منها المدح والثناء، وخاصة في هذا العصر، لأن الخيل لا تستخدم في الحرب، فهي ليست رمزا للجهاد كما كانت... فالوصف بالشجاعة سيكون في إطار الأعمال الدنيوية وليس في إطار الأعمال الأخروية كالجهاد...
الشيخ علي بن خضير الخضير في كتابه المعتصر في شرح كتاب التوحيد: الرياء خاص في الأعمال الصالحة. ولذا لو عمل الأعمال الدنيوية ليمدحه الناس فهذا ليس من الرياء، مثال ذلك: لو حسن بيته أو مركبه ليمدحه الناس، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس أنه قال: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق ...» فذكر الأعمال الصالحة فقط
ادن لو ان المرء ركب الخيل ليمدحه الناس بانه شجاع فى ركوب الخيل ( التى وخاصا فى هدا العصر ان الخيل لا تستخدم فى الحرب فهى ليست رمز للجهاد كما كانت) ادن الوصف بالشجاعة سيكون فى اطار الاعمال الدنيوية و ليس فى اطار الاعمال الاخرويه العبادات كالجهاد وكما قال الامام الشاطبي لو ان انسان تزوج ليتراءى بزوجته او ليعد من اهل العفاف لصح تزوحه ادن لو ان انسان ركب الخيل او اى شىء مثل السياره ليمدحه الناس او ليعد من الاغنياء فيكون له مكانه بين الناس و احترام ولم يقصد الكبر و لا الفخر وانما قصد بان يكون له مكانه بين الناس فادن فهذا ليس له علاقه بالرياء اذن لو ان الانسان سعى ليكون لده مال كثير ليكون له مكانه فى المجتمع فهذا ليس له علاقه بالرياء لانه من الاعمال الدنيويه التى قصد الانسان بها الدنيا وبالتالى هى لا تعد من الرياء فى شىء و الانسان لم يقصد بها الكبر ولا الفخر وانما قصد بان يكون له احترام ومكانه
هل اكرام الضيف يعد من الرياء
عن عدي بن حاتم قال : قلت : " يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ، وكان يفعل ويفعل ، قال : إن أباك أراد أمراً فأدركه - يعني : الذِّكر
ويعاقب الانسان على هذا واذا كان لا علاقه له بالرياء فلماذا قال النبى ذلك ام ان النبى قصد ان حاتم الطائى ليس له اجر لانه فعل ذلك من اجل الذكر وبالتالى اكرام الضيف لايعد له علاقه بالرياء و بالتالى لو ان الانسان اكرم الضيف ليقال انه كريم فهذا لا يعد من الرياء المحرم
عن عدي بن حاتم قال : قلت : " يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ، وكان يفعل ويفعل ، قال : إن أباك أراد أمراً فأدركه - يعني : الذِّكر - . فهل هذا صحيح ام ماذا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يمكن حصول الرياء في الخيل بأن يظهر صاحبها أنه يريد استخدامها في سبيل الله ويبطن في الظاهر خلاف ذلك، وهذا محرم، كما يحرم الافتخار المذموم ومناوأة أهل الإسلام، فقد جاء في شرح الزرقاني على الموطأ: والثالث الذي هي له وزر: رجل ربطها فخرا، بالنصب للتعليل أي لأجل الفخر أي تعاظما، ورياء، أي إظهارا للطاعة، والباطن بخلافه، وفي رواية سهيل: وأما الذي هي عليه وزر فالذي يأخذها أشرا وبطرا ورياء للناس، ونواء بكسر النون والمد أي مناوأة وعداوة لأهل الإسلام، قال الخليل: ناوأت الرجل ناهضته بالعداوة، وحكى عياض فتح النون والقصر، وحكاه الإسماعيلي عن رواية أبي أويس، فإن ثبت فمعناه بعدا. اهـ.

وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير: ورجل ربطها فخرا ـ أي تعاظما، ورياء، إظهار اللطاعة والباطن بخلافه ونواء بكسر النون والمد أي مناواة ومعاداة لأهل الإسلام، فهي له وزر: أي إثم. اهـ.

وقال الخادمي في بريقة محمودية: اعلم أن الرياء بعمل الدنيا كما أشير إليه سابقا كالشجاعة والحذاقة في نحو الكتابة والخياطة وغيرها مما وضع لعمل الدنيا لا يحرم إن خلا عن التلبيس بأن يظهر الشجاعة في أمر وليس له شجاعة في الواقع.... وأما الرياء في العبادة التي كانت مشروعيتها لمجرد تعظيم الله وتحصيل رضاه فحرام كله بجميع أنواعه. اهـ.

هذا، ونعتذر عن إجابة بقية أسئلتك، لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة، أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني