الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اصطحاب المسلم إحدى محارمه خارج البيت وهي كاشفة يديها وقدميها

السؤال

أمي وأختي تنتقبان، ولكنهما تكشفان عن أقدامهما، وأكفهما، كما أن أختي ترتدي عباءات منقوشة. فكيف أنصحهما؟ وهل يعد ذلك تبرجا؟
وأريد منكم ترهيبا، وترغيبا في ذلك.
وهل تجوز الموافقة على اصطحابهما خارج المنزل؟ وهما هكذا؟ فدائما تطلبان مني أخذهما إلى أقاربهما، أو إلى الدكاكين، بحجة عدم معرفتي بحاجاتهما، كما أنهما تتابعان المسلسلات، مع أنهما تعلمان بحرمتها؟
وبارك الله فيكم، وأحسن إليكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في كف المرأة وقدمها. هل هما عورة يجب سترهما أمام الرجال الأجانب؟

والقول المرجح عندنا، أن قدمي المرأة عورة، كما هو قول جمهور أهل العلم، فلا يجوز لها أن تكشفها بحيث يراها الرجال الأجانب. وروي عن أبي حنيفة أن قدميها ليسا بعورة، كما أن المرجح عندنا أيضا وجوب ستر المرأة كفيها عن الرجال الأجانب عنها، كما في الفتوى رقم: 66027 .

فاجتهد في نصح والدتك وأختك برفق وحكمة، وبين لهما أن ستر القدمين والكفين أبلغ في الستر، وأقرب إلى مرضاة الله تعالى، وأبعد عن نظر أهل الريبة.

وإن أصرت الوالدة على كشف كفيها وقدميها، فإننا لا نرى تحريم اصطحابها إلى السوق إن أمرتك بذلك؛ لأن طاعتها في غير معصية واجبة، وأنت ترى أن كون الكفين والقدمين عورة، مسألة ليست محل إجماع، فلا نرى بأسا في أخذها إلى السوق لشراء حاجتها إن أمرتك بذلك.
وأما المسلسلات، فما دامت أمك وأختك تعلمان حرمتها، فالواجب عليهن الامتثال، والبعد عن معصية الله تعالى، ولا تطالب أنت بأكثر من نصحهن، وتذكيرهن بالله.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني