الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لمن يقطع في ذهابه للعمل وإيابه مائة كيلو كل يوم أن يقصر الصلاة؟

السؤال

أنا على سفر في إحدى الدول لمدة تقارب الثلاثة أشهر، ولا تقام الجمعة، ولا الجماعة فيها، وطبيعة العمل سفر متنقل، حيث نقيم في فندق، وأتحرك يوميًّا أكثر من 100كم، وفي نهاية المطاف نرجع إلى الفندق، فهل يجوز لي قصر الصلاة؟ وهل عليّ إثم في إقامتي في مثل هذه الدولة، حيث لا جمعة ولا جماعة؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 331423، أن السفر ينقطع بنية الإقامة في مكانٍ ما أربعة أيام، سوى يومي الدخول والخروج، أو نية الإقامة أكثر من عشرين صلاة عند بعض الفقهاء.

وقولك: إن سفرك في تلك الدولة متنقل، إن كنت تعني أنك تخرج من المدينة التي تقيم فيها، ولا تعني تنقلك في داخلها، فهذا ينظر فيه، فإن كان مجموع ما تقطعه في ذهابك وإيابك مائة كيلو، فإن هذه المسافة لا تنقطع بها الإقامة؛ لأن المسافة التي تعتبر سفرًا هي أن تقطع في ذهابك مسافة ثلاثة وثمانين كيلوًا، كما بيناه في الفتوى رقم: 98045.

وهذه المسافة معتبرة في الذهاب فقط، وليست باعتبار الذهاب والإياب معًا.

ويبدأ حساب المسافة من آخر عمران المدينة، التي ستنشئ منها السفر، وليس من وسط المدينة، أو من سكنك فيها، كما بيناه في الفتوى رقم: 66598.

فإن كنت تقطع تلك المسافة في الذهاب دون الإياب، وكانت المسافة من خارج المدينة التي تسكنها، فإنك تعتبر مسافرًا، ويجوز لك الترخص برخص السفر.

ولا حرج عليك في الإقامة في دولة لا توجد فيها مساجد تقام فيها الجمعة والجماعة، واجتهد في المحافظة على الصلاة في وقتها.

وإذا لم تجد جماعةً من المسلمين المستوطنين يقيمون الجمعة، فصلِّ ظهرًا، ولا إثم عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني