الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الابن من طلب والديه منه شراء حلوى للاحتفال بعيد الميلاد

السؤال

يطلب منِّي والدي ووالدتي أن أقوم بشراء بعض الحلوى للاحتفال بما يُسَمَّى: عيد الميلاد ـ فهل أطيعهما في ذلك، مع العلم أنِّني لا أشارك في هذا الاحتفال، وأكتفي بتناول الحلوى فقط؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشراء أو البيع بمناسبة عيد الميلاد يعتبر نوعا من الإعانة على معصية الله عز وجل، فلا يجوز للمسلم الإقدام على ذلك، ففي فتاوى اللجنة الدائمة: يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد ـ عيد الحب ـ أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكل، أو شرب، أو بيع أو شراء، أو صناعة أو هدية، أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك، لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله ورسوله، والله جل وعلا يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. اهـ.

فإذا ثبت أن هذا معصية لم يجز طاعة الوالد فيها، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف لا في المعصية، لحديث علي ـ رضي الله عنه ـ الذي رواه البخاري ومسلم، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

وينبغي الاعتذار في مثل هذه الحالة بلطف، وإذا أهدي للإنسان طعام في هذه المناسبة، فلا بأس بانتفاعه به، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: أما قبول الهدية منهم يوم عيدهم، فقد قدمنا عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه أتي بهدية النيروز، فقبلها.

وروى ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه: أن امرأة سألت عائشة، قالت: إن لنا أظآرا من المجوس، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا؟ قالت: أما ما ذبح لذلك اليوم، فلا تأكلوا، ولكن كلوا من أشجارهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني