الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تتوقف صحة التوبة على إقامة الحد

السؤال

أطلب بداية الدعاء لي بالهداية والثبات والتوبة النصوح: أقمت علاقة غير شرعية مع شاب دون جماع، وحملت منه، وتوفي الجنين عند الولادة، وقد وعدني بالزواج إذا تيسرت أموره، وقد منَّ الله علينا بستر منه، ونحمده ونشكره، فهل نعتبر زانيين، مع العلم أن الحمل حصل عن طريق تسرب المني إلى رحمي؟ وماذا يترتب علينا ليصح زواجنا؟ وهل تصح توبتنا دون إقامة الحد؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتوب عليك ويهديك لأرشد أمرك، واعلمي أنّ الزنا الذي يوجب الحد هو إيلاج الفرج في الفرج، وما دون ذلك فهو من الزنا المجازي، ولا يعني ذلك أنّه أمر هين، ولكنه معصية قبيحة وإثم مبين، وإذا كان قد حصل حمل من غير إيلاج، فهو في معنى الزنا، وانظري الفتوى رقم: 117784.

فالواجب عليكما التوبة إلى الله تعالى، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه
وعلى فرض أنّكما وقعتما في الزنا الحقيقي، فكفارته التوبة، ولا تتوقف صحة التوبة على إقامة الحد، بل ينبغي عليكما الستر على أنفسكما، وتكفيكما التوبة فيما بينكما وبين الله، ويصح زواجكما بعد التوبة، فإذا كان هذا في الزنا الحقيقي فأحرى أن يكون فيما دونه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني