الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحصاء الذنوب والاستغفار لكل ذنب بعدد معين

السؤال

هل يجوز لشخص أن يتذكر ذنوبه ويحصيها ويستغفر الله منها ألف مرة أو مائة ألف مرة.. وهكذا لكل ذنب من ذنوبه؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز للمسلم أن يحصي ما علم واستطاع إحصاءه من ذنوبه فيستغفر الله تعالى من كل ذنب ألف مرة أو أكثر أو أقل، فقد روى عن بعض السلف أنه كان يحصي ذنوبه فيتوب من كل واحد منها ويستغفر له بعدد معين، كما جاء في جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب، قال: وحَاسَبَ بَعْضُهُمْ نَفْسَهُ مِنْ وَقْتِ بُلُوغِهِ، فَإِذَا زَلَّاتُهُ لَا تُجَاوِزُ سِتًّا وَثَلَاثِينَ زَلَّةً، فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ لِكُلِّ زَلَّةٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ، وَصَلَّى لِكُلِّ زَلَّةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَخَتَمَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا خَتْمَةً، قَالَ: وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنِّي غَيْرُ آمِنٍ سَطْوَةَ رَبِّي أَنْ يَأْخُذَنِي بِهَا، وَأَنَا عَلَى خَطَرٍ مِنْ قَبُولِ التَّوْبَةِ... وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَسَيِّئَاتُهُ حَتَّى فَاتَتِ الْعَدَدَ وَالْإِحْصَاءَ، فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِمَّا عَلِمَ اللَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ كُلَّ شَيْءٍ وَأَحْصَاهُ.

وروى أبو نعيم بسنده في حلية الأولياء قَالَ: قَالَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ: لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا قَدِ اسْتَغْفَرْتُ لِكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ.
ولأهمية الاستغفار وفضله والآثار المترتبة عليه انظر الفتوى رقم: 39154.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني