الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة تشجيع أهل الفسق على فسقهم وإن لم يعمل بعملهم

السؤال

بعض الفتيات المراهقات يظهرن حبهن لبعض المشاهير الشواذ، ويدعمن علاقة رجلين ببعضهما، بتنزيل صورهما على مواقع التواصل الاجتماعي، ويفرحن إذا حدث تلامس بين الرجلين، وإذا نصحتهن يقلن: نحن لسنا من الشواذ، لكننا نشجعهم فقط، وهذا ليس خاطئًا، فما اللازم لنصحهم في هذا الحال؟ وما خطورة هذا الأمر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيكفي هؤلاء الفتيات من الشر إقرارهن على أنفسهن بتشجيع هؤلاء الفساق على فسقهم، فهذا أمر خطير، ومنكر، وإشاعة للفاحشة، وهو يفضي إلى تعلقهن بهؤلاء الفسقة، وحبهن لهم، وقد ورد في الحديث الصحيح أن المرء يحشر مع من أحب، روى البخاري ومسلم عن أنس ـ رضي الله عنه: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.

وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحب قومًا ولما يلحق بهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.

والأمر أعظم بما ذكر من فرحهن بما يرين من تلامسهم، وتشجيعهن لذلك، فالواجب أن يبذل لهن النصح، وأن يبين لهن خطورة ما هن فيه في ضوء ما ذكرنا، وينبغي تحري الرفق -عسى أن تأتي النصيحة ثمرتها-، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.

فإن انتهين وتبن إلى الله تعالى، فذاك، وإلا فينبغي هجرهن، إن رجي أن تكون في ذلك مصلحة، ولتراجع الفتوى رقم: 21837.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني