الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من وقع في الشرك والكفر وترك الصلاة بسبب وساوس وهلوسات

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، عانيت قبل بضعة أشهر من هلوسات بصرية وسمعية معا؛ فكنت أعاني من هلوسات متعلقة بالدين، بحيث إن هنالك أكثر من إله غير الله -والعياذ بالله- وقصص وأحداث من الأحداث كخروج الدجال، وعن آلهة الإغريق القدامى، والكثير من الأمور.
استمر ذلك لمدة أربعة أشهر، ولم أكن أعي أن ذلك هلوسات، بحيث كنت أسمع أصواتا لكثير من الناس الذين أعرفهم، والذين لا أعرفهم، يتحدثون إلي، ولم أكن أميز بأنها هلوسات، فاعتقدت أنها حقيقة؛ فأشركت بالله وكفرت، وقطعت الصلاة، وفعلت المنكرات.
وكانت أيضا هلوسات بصرية، وكان ذلك على مدار كل اليوم، وكنت أسمع الكثير من الأصوات: أصوات رجال أو نساء يتحدثون إلي.
بعد ذلك تيقنت أنها هلوسات؛ فدعوت الله أن يشفيني؛ فشفاني ولله الحمد.
هل أنا مؤاخذ ومحاسبً على هذه الفترة، أم يعد ذلك من ذهاب العقل، فلا أحاسب على ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت في تلك الفترة مغلوبا على عقلك، زائل التمييز، فلست مؤاخذا بما وقع منك، وأما إن كنت عاقلا، واسترسلت مع هذه الأفكار الشركية، وركنت إليها باختيارك، فأنت مؤاخذ بذلك، وانظر الفتوى رقم: 267889.

وعلى كل حال، فنصيحتنا لك هي أن تسعى في علاج تلك الهلاوس متى عرضت لك، بالرجوع إلى الأطباء الثقات.

وما دمت قد تبت وأقلعت عن تلك الأفكار، فسواء كنت مؤاخذا أم لا؟ فإنك بالتوبة كمن لم يذنب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني