الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إرشاد وإجابة الطالبات عن أسئلتهن في مواقع التواصل

السؤال

شيوخي الكرام: أنا طالب في جامعة من الجامعات المختلطة، وكما تعلمون وكما هو معلوم في هذا الزمان، أن جميع الجامعات مختلطة خاصة في بلدنا الأردن، ومعلوم أن التخصصات كثيرة في الجامعة.
فما أريد سؤالكم عنه هو: أن هناك مجموعات في موقع التواصل الاجتماعي: الفيس بوك، وهذا معلوم لكل أحد، فهناك مجموعات يكون فيها أبناء التخصص الواحد من نفس السنة الدراسية، يعني هذه مجموعة لتخصص الأشعة لعام ألفين وثلاثة عشر. وهذه مجموعة لتخصص الصيدلة لعام ألفين وأربعة عشر، وهكذا، وهذا معلوم أيضا، فكل سنة من السنين في كل تخصص لها مجموعة خاصة بها في موقع الفيس بوك، يجتمع فيها الذكور والإناث، فهذه مجموعات تعليمية، يسأل فيها الطلاب عن أمور دراسية عن مواد معينة في التخصص؛ لأنهم يكونون مع بعضهم ما يقارب أربع وخمس سنوات أو أكثر. فهناك شباب يسألون كمثال على هذه المجموعة عن مادة معينة أسئلة كثيرة كل يوم؛ لأن هذه طبيعة الدراسة في الجامعات. فإما أن يجيبه شباب، وإما نساء عن ماذا يريد، ويساعد بعضنا بعضا.
فسؤالي الآن: عندما أسأل سؤالا معينا، يجيبوني على موقع التواصل، ويكون أمام الناس كلها كما هو معلوم، فينشر الطلاب المنشور. ومن يعرف الجواب من شاب أو فتاة يساعد الطالب الذي نشر المنشور، فيعلق على هذا المنشور بالإجابة، فإما أن يجيبني شاب أو فتاة عن سؤالي الدراسي، وننتهي عند هذا.
فهل إذا سألت فتاة سؤالا على هذه المجموعة -وكما قلت لكم هذه طبيعة الدراسة في الجامعات- وأجبتها عن سؤالها الدراسي فقط وانتهيت عند ذلك. فهل أكون آثما؟ لأن من المعلوم أن الدراسة في الجامعات محرمة عند أهل العلم كابن باز وابن عثيمين وغيرهم، ومن المعلوم أنه كما في كتاب الله لا يجوز التعاون على الإثم والعدوان، وأنا والحمد لله -كما تعلمون- طالب علم، وملتزم دينيا، ولا أفتح المجال للضحك أو المزح أو ما شابه. فهل إذا أجبتها أكون قد أثمت؛ لأني أعنتها على دراستها في الجامعة المختلطة؟ لأنني كثيرا ما أساعد الفتيات، فقط أجيبهن وأنتهي عند ذلك، ليساعدنني في كثير من الأحيان عندما أحتاج إلى الجواب، وعند سؤالهن ألا أساعدهن وأقول ربما هذا حرام، فإذا ساعدت الفتيات فسيساعدنني أكثر، وربما إذا لم أجب النساء لا يساعدنني في المستقبل، ولا يجبنني عن أسئلتي، فكما قلت لكم هذه هي طبيعة الحياة الجامعية، فكل أبناء تخصص لهم مجموعة، ومن المعلوم أنكم تعلمون عن ماذا أتحدث.
فسؤالي: إذا أجبتهن عن أسئلتهن ولم أتطرق إلى مواضيع أخرى، فقط المواضيع الدراسية وانتهيت عند ذلك. فهل أأثم؟
والفرع الثاني: أحيانا أيضا تسأل فتيات في مجموعة من المجموعات عن أنها تريد نصيحة عن أفضل التخصصات في الجامعة؛ لأنها تريد دراسة الجامعة، وأجيبها ما هي أفضل التخصصات في الجامعة.
فهل أأثم أيضا لأني أعتبر قد أعنتها على الإثم والعدوان؛ لأن دراسة الفتيات محرمة؟
أرجوكم أريد الجواب بشكل ضروري، وبأسرع وقت على الفرعين، خاصة الأول لأنه ضروري لي.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجوابك على بعض النساء في هذه المجموعات بخصوص الدراسة وما يتعلق بها، جائز إذا كان مقتصراً على قدر الحاجة، ولا إثم فيه، وراجع الفتوى رقم: 308449
وكذلك إرشادك لبعض النساء عن بعض التخصصات الدراسية ونحو ذلك جائز، فإنّ الدراسة في الجامعات المختلطة ليست محرمة بإطلاق، ولكنّها تجوز عند الحاجة، مع المحافظة على حدود الشرع، كما بيناه في الفتوى رقم: 128822

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني