الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعانة الغير على مشاهدة المحرمات معصية وليس كفرا

السؤال

هل زوجتي طالق بسبب ما فعلته؟ هل تعتبر مرتدة بسبب مسأله حصلت معها؟ وهي مساعدة أبيها في تجهيز جهاز التلفاز، وجهاز لتسريع اﻹنترنت، وقد ساعدته في نقل بطارية التلفاز الصغيرة إلى الغرفة وتعريفه للعربي. كذلك قامت بتعريف التلفاز باللغة الفرنسية، ثم لما عجز أبوها عن التصفح اكتشفت أنه لا يجيد اللغة الفرنسية كما كان يدعي زمان -الكذاب- فقامت زوجتي وغيرته للغة الإنجليزية، كذلك اﻷمر لم يستطع الكذاب. حتى حولته للعربي. وهذان الجهازان حديثان في السوق، وهما ليسا موجودين عندنا في لبنان، بل يتم الطلب عبر الإنترنت. وكان ذلك أثناء زيارة أمها المريضة حيث نقلت زوجتي هناك الصبح. مع العلم أن زوجتي كانت نصرانية، وقد أسلمت عندما بينت لها المعجزة في القرآن، وبينت لها الخرافات في العهد القديم، وعدد اﻵيات عندهم في اﻹسراف في القتل، واﻹجرام بحق من لا يؤمن بدينهم، وفي وصف قليل اﻷدب عن جسم المرأة، يستحيل أن يقوله رب عظيم، كذلك تجرؤهم على أنبياء الله سبحانه. فلما أسلمت تزوجنا. ولم تكن يوما ما زانية، ولا فاجرة في اللباس، كما هو حال من كان على دينها. ليس لي أولاد، وليست حاملا، وهي وحيدة لأهلها. ووالد زوجتي ملحد وهنا النقطة. وتكلمنا معه كثيرا، وأعطيته عددا من الكتب في الرد على الملحدين، لكن هو مستفز، ورأسه كصخرة، لا بل الصخرة ألين من رأسه، وقلبه أسود، وقد انتقل السواد لوجهه، فلا يراه أحد أو يجالسه، ويتكلم معه في الدين إلا تعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لكنه أبى واستكبر وأصر على الكفر حتى تجرأ ذات مرة، وبدأ يسب الله سبحانه، والدين، واﻷنبياء صلى الله عليهم وسلم. فكان واجبا علينا هجر هذا الفاجر الكافر. وهنا اليوم قالت لي زوجتي ما حصل، وقالت أنا لا أخفي عليك شيئا خوفا من الله سبحانه، ثم ﻷني أحبك، فأنت كنت لي الزوج واﻷب واﻷم واﻷخ واﻷخت. فكان جوابي لها: أنت كنت تشهدين أن أباك ملحد، وهو يشاهد ويسمع المعاصي والكفر والشرك ومسرحيات الاستهزاء على التلفاز والإنترنت، ولا يبالي، بل ويكتب أيضا كفريات على حسابه الشخصي في التواصل الاجتماعي. فقلت لها ألا تعرفين حكم من يعاون العاصي على المعصية، فقالت له نفس اﻹثم. فقلت لها: والكفر من باب أولى، أنت مرتدة كافرة. بدأت تبكي وتابت. فهل يكفي هذا؟ أم يجب علي أن أذهب لبيت أبيها، وأنزع التلفاز، وكذلك اﻹنترنت، حتى تكفر عن خطيئتها؟ فهل جوابي صحيح أصلا في تكفيرها؛ خصوصا أنها تعرف الحكم كما ظهر من حواري معها يعني ليست جاهلة.
أنتظر تعقيبكم رجاء بسرعة، ولي رجاء ثان أريد من القائمين على الجواب على سؤالي ألا يقولوا لي قول ﻷحد من العلماء، أو إحالتي إلى فتاوى. بل ما أتمناه أن تكون الإجابة على سؤالي بشكل خاص لا عام. أقصد على ما حصل معنا، ﻻ أريد نقولات، بل يكفي مجرد قولكم في المسأله أنتم، وتفصيل المسألة إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فغير صحيح ما قمت به من اتهام زوجتك بالردة، فمجرد إعانتها والدها على مشاهدة المحرمات معصية وليست كفراً، مع التنبيه إلى أنّه لا يحكم على معين بالكفر إلا بعد تحقق شروط وانتفاء موانع؛ كالإكراه والجهل والتأويل، وكل من ثبت إسلامه بيقين لا يزول عنه الإسلام إلا بيقين.
وعليه، فإنّ زوجتك في عصمتك، ولم تخرج من الملة، ولكن عليها أن تتوب إلى الله من إعانة والدها على مشاهدة المنكرات، وينبغي عليها الاجتهاد في نصح أبيها، وحثه على التوبة إلى الله، ولمعرفة بعض الوسائل المفيدة في الدعوة إلى الله راجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 21186، 7583، 19218.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني