الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصميم لعبة إلكترونية تحوي صور مسلسل فيه بعض الشركيات والبدع

السؤال

جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الطيب. أريد إنشاء لعبة إسلامية، وسأستخدم فيها صورًا لشخصيات مسلسل إسلامي تركي هو مسلسل "قيامة أرطغرل"، لكن المشكلة أن هذا المسلسل يعرض أحيانًا مشاهد شركية، أو محرمة، أو تحتوي على بدع الصوفية، وغير ذلك، فما حكم استخدام صور شخصيات هذا المسلسل في اللعبة؟ علمًا أنني لا أقصد الترويج للمسلسل وما يحتويه، بل غايتي من ذلك جذب المستخدمين إلى الألعاب النافعة؛ لأن المسلسل له شهرة واسعة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج من حيث الأصل في تصميم الألعاب الإلكترونية الترفيهية الخالية من المحاذير الشرعية، كما بيناه في الفتوى رقم: 316279.

وأما ما ذكرته عن واقع المسلسل: فالظاهر أنه ليس بمانع من جواز استخدام صور شخصياته في اللعبة، فالأصل في الأشياء هو الإباحة، كما هو معلوم، والمنع يفتقر إلى موجب يخرج عن أصل الإباحة، ولا يتبين أن ثَمّ موجبًا يقتضي تحريم استخدام تلك الصور، وإخراجه عن أصل الإباحة.

وأما ذريعة الترويج لما في المسلسل من مؤاخذات: فهي ذريعة بعيدة، وليست من قبيل الذرائع التي يجب سدها -فيما نرى-، وانظر الفتوى: 69825.

وما دمت فتحت هذا الباب بالسؤال والتحري، وقد حاك الأمر في صدرك: فاعلم أن الاحتياط مشروع، وبابه واسع، قال ابن تيمية: والورع المشروع هو الورع عما قد تخاف عاقبته، وهو ما يعلم تحريمه، وما يشك في تحريمه، وليس في تركه مفسدة أعظم من فعله. اهـ.

وفي مدارج السالكين: قال سفيان الثوري: ما رأيت أسهل من الورع، ما حاك في نفسك، فاتركه. اهـ.

مع التنبه إلى قضية وجوب احترام حقوق الملكية الفكرية، وحرمة الاعتداء عليها، وانظر في بيان ذلك الفتوى رقم: 274879.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني