الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم الموظف متابعة إجراءات الخصم من المستحقات والإجازة؟

السؤال

شيخي الفاضل، الحالة تتلخص بأنني استقلت من عملي. ومن المتطلبات للحصول على مستحقاتي، أن أقوم بإجراء براءة ذمة، ومن ضمنها مكتبة المؤسسة، والموظف الذي يعمل بها صديق لي. حيث قال لي لا يوجد شيء، وكتب ذلك ووقع، ثم استدرك قائلا: يوجد بحوزتك كتاب وفقا لقائمة الكتب. فقلت له إذن قم بإثبات ذلك على براءة الذمة، فقال لا داعي، ففي المكتبة كتب شبيهة غير مسجلة، ويمكن أن أضع أحدها مكان كتابك، أو قم أنت بإحضار كتاب شبيه له وأعطني إياه. المهم بعد أن أوضحت له أمرين: الأول أنه أمين على أموال المؤسسة، ولا يحق له التصرف فيها إلا وفق تعليمات المؤسسة.
والثاني أنني أحب أن أكون مرتاح البال، وأن الدنيا لا تغني عن الآخرة شيئا.
قام بإثبات نقص الكتاب على براءة الذمة، وعلى أن يقوم بإعلام الدائرة المختصة بذلك، ليتم بالنهاية خصم قيمته من مستحقاتي.
السؤال: هل يلزم متابعة قيامهم بالخصم، أم أكتفي بما قمت به.
وسؤال ذو صلة: حصلت على إجازة سنوية قبل تاريخ الاستقالة. حصل خلالها أن توفي والدي -رحمه الله-يوم السبت، وتمنح المؤسسة عادة إجازة خاصة في حالة حدوث حالة وفاة عند الموظف مدتها ثلاثة أيام، تبدأ بحالتي يوم الأحد، ووفق التعليمات إذا وقعت في عطلة نهاية الأسبوع بين نوعين من الإجازات، يعاد يوما الجمعة والسبت للإجازة العادية، ففي حالتي، الأحد والاثنين والثلاثاء ستكون إجازة خاصة، والجمعة والسبت عطلة نهاية الأسبوع، والخميس الذي يسبق ذلك إجازة عادية، مما يعني اختلاف نوع الإجازات، وبالتالي ستعاد لي 5 أيام لرصيد الإجازات العادية. ولما سألت رئيس القسم، أكد ذلك، ولكن عندما استوضحت الأمر من مسؤوله الأعلى، قال ستعاد لك فقط 3 أيام، وبأنه حتى تتم إعادة يومين بدل الجمعة والسبت، فيجب أن أتقدم بطلب قطع للإجازة العادية، وعندها يمكن أن تعاد لي خمسة أيام، وبطبيعة الحال سيترتب أثر مالي على ذلك عند احتساب المستحقات. فتولد لدي شعور بالخوف من أن يخطئوا بالاحتساب، فيخصموا 5 أيام بينما الصحيح هو 3 أيام. وحيث كان لذلك أثر مالي على المستحقات، فأخشى أن آكل مالا حراما.
فالسؤال أيضا: هل من واجبي أن أتابع هل تم خصم 3 أم 5 أيام؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد نصحت المسؤول، وقام بتسجيل الكتاب في شهادة براءة الذمة، فقد أديت ما عليك، ولا يلزمك أن تتابع الإجراءات التي تقوم بها المؤسسة بعد ذلك.
ولا يلزمك متابعة مقدار الخصم من الإجازة، لكن إذا علمت أنّهم أخطؤوا في احتساب مدة الإجازة، أو علمت أنّهم أخطؤوا في عدم تضمينك ثمن الكتاب، فحينئذ يجب عليك الرجوع إليهم، وتنبيههم على الخطأ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني