الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشروط الواجب توافرها في الداعية إلى الله

السؤال

أريد أن أصبح من أحد أكبر الدعاة للدين، فماذا أفعل: هل أحفظ القرآن كاملًا قبل كل شيء؟ وهل من المهم حفظ كل القرآن قبل كل شيء؟ وعندي مشاكل بالقراءة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسال الله تعالى أن يرزقك التوفيق, والسداد, وأن يعينك على ما تنوي الإقدام عليه, فالدعوة إلى الله تعالى مهمة نبيلة وعظيمة, قال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، وقال تعالى أيضًا: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.

ومن المهم في حقك: أن تبدأ بحفظ القرآن كاملًا, لكن لا يجب عليك حفظه كله, ولا يشترط ذلك في ممارسة الدعوة إلى الله تعالى، قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله: فأول العلم: حفظ كتاب الله عز وجل، وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه، فواجب طلبه معه، ولا أقول: إن حفظه كله فرض، ولكني أقول: إن ذلك شرط لازم على من أحب أن يكون عالمًا فقيهًا، ناصبًا نفسه للعلم، ليس من باب الفرض.

وقال أيضًا: القرآن أصل العلم، فمن حفظه قبل بلوغه، ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمه من لسان العرب، كان ذلك له عونًا كبيرًا على مراده منه، ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينظر في ناسخ القرآن ومنسوخه، وأحكامه، ويقف على اختلاف العلماء واتفاقهم في ذلك، وهو أمر قريب على من قربه الله عز وجل عليه، ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبها يصل الطالب إلى مراد الله عز وجل في كتابه، وهي تفتح له أحكام القرآن فتحًا. انتهى.

وفي فتاوى الشيخ ابن جبرين في شأن شروط الداعية المسلم:

س: ما الشروط الواجب توافرها في الداعية المسلم؟ وهل بإمكاني أن أكون داعية إلى الله تعالى وأنا لم أحفظ القرآن كله؟

ج: يجب أن يكون عالمًا بما يأمر به، عالمًا بما يدعو إليه، وأن يكون حليمًا متأنيًا، ولا يلزم أن يكون حافظًا للقرآن ولا لبقية العلوم، وإنما عليه أن يتعلم الواجبات الدينية التي يدعو إليها، وكذا المحرمات، ثم يحفظ من الأدلة ما يقنع به المدعوين، وأن يتعلم طريقة الإلقاء والأساليب التي يحصل بها فهم السامعين لما يدعو إليه. والله أعلم.

وللمزيد عن هذا الموضوع، راجع الفتوى قم: 8580. وهي بعنوان: "كيف يكون الإنسان داعية؟".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني