الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تذوق الطعام لمن يريد الشراء ومن لا يريده

السؤال

منذ زمن وأنا ألاحظ كثيرًا من الناس عند دخولهم إلى البقالة يأكلون من الفواكه، والبذور، والسمك -جمبري مطبوخ جاهز للأكل- دون أن يأذن لهم أي مسؤول في ذلك المكان، وكلما شاهدت الناس أشتد غضبًا؛ لأنه لا توجد حاجة لفعل ذلك، فالكل قادر على شراء ما يحتاج، نظرًا لارتفاع الدخل. أرجو منكم النصح، والإرشاد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن أراد شراء هذه المطعومات، فلا حرج عليه في ذوقها؛ لأن الغالب أن أصحاب هذه المحال يأذنون في مثل ذلك القدر اليسير، سواء كان الإذن صريحًا أم عرفيًّا.

أمّا من لا يريد الشراء، فليس له تناول شيء من هذه الأطعمة، قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله-: إذا كان المبيع يحتاج إلى من يذوقه، كلبن، أو دهن، أو شيء مما يحتاج إلى معرفة طعمه؛ كالقرنفل مثلًا، أو الزنجبيل, يعني: من الأشياء التي يعرف طعمها -كعسل، ودبس، وما أشبه ذلك-، إذا أخذ منه قليلًا، وجعله في فمه ليعرف جودته, أو نحو ذلك، فهذا يُعفى عنه، ولو كان ما جزم بشرائه؛ لأنه يحتاج إلى معرفته بالتجربة: هل يناسب شراؤه منه أو لا يناسب؟...إذا كان له نظر, أما إذا لم يكن له رغبة في الشراء وإنما يمر، يمر على صاحب هذا العسل، يلعق منه, يمر على الثاني، والثالث, هذا -ولا رغبة له في الشراء- فمثل هذا لا يجوز، حرام عليه؛ لأن العسل قد يكون ما يعلق بإصبعه له قيمته تساوي كذا وكذا. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 36596.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني