الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال القضيب الصناعي لمن خافت على نفسها الوقوع في الزنا

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم الرجاء الإجابة على هذا السؤال بدون تعصب فقد تعرضنا له في مركزنا في رومانيا ولو نجد له إجابة هل يجوز للمرأة استعمال القضيب الاصطناعي خوفا من الزنا في حالة غياب زوجها؟ أو بالنسبة للبنت غير المتزوجة وغير ملتزمة فتفضل هذا الحل عوضا عن الزنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاستعمال القضيب الصناعي محرم، وهو تعد لحدود الله، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7}.

وخشية الزنا لا تبيح هذا النوع من المحرمات، والمسلم يجب أن يبتعد عما حرم الله تعالى ويقطع السبل المؤدية إليه ويسد الذرائع الموصلة إليه ويسأل الله العون والتوفيق قبل ذلك وبعده وسيحصل له العون والتوفيق من الله تعالى إن كان صادقاً، والإنسان يمكنه أن يخفف شهوته عن طريق الصوم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرشد إليه من لم يجد وسيلة إلى الزواج، قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. أي وقاية من الزنا أخرجه البخاري ومسلم.

وإذا لم تستطع الصوم، وعرفت أنها إن لم تستعمل القضيب الصناعي فستقع في الزنا لا محالة، فإنا لا نقول لها إن استعماله حينئذ يباح لها، ولكن نقول إنه أخف ضرراً من الزنا، ومن القواعد الشرعية ارتكاب أخف الضرين إذا لم يمكن تجنبهما.

وعلى المسلمة أن تفكر فيما عند الله من الثواب الجزيل في امتثال أمره واجتناب نهيه، وما يمكن أن يلحقها من العذاب الشديد بالمخالفة، فإن إمعان النظر في ذلك سيجعلها تبتعد عن المحرمات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني