الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا سائل من ليبيا وكما تعرفون قد انتشرت هذه الأيام طرق الشعوذة والسحر حتى أنه ما كاد يسلم من هذا الشر إلا من رحم الله، وقيل لي إنه من أحد طرق الوقاية بعد الأذكار وآيات الرقية وسورة البقرة هي استعمال القسط البحري، حيث إنني نصحت أحدهم بعدم استعمال ما يعرف بالفسوخ والوشق إلى ما هنالك من هذه الأسماء، فسألني عن القسط البحري، فماذا تقولون في هذا، أفتونا مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان القصد هو السؤال عن القسط بالسين والطاء، فإن القسط نبت يتداوى به وهو ينبت في الهند وخاصة كشمير وفي الصين، وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت بالقسط البحري، كما كان يسمى بالقسط الهندي.

وقال فيه ابن القيم: القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود وهو الهندي، وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وقطعا وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف.

وقد ورد ذكر القسط في بعض الأحاديث منها حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط. رواه البخاري.

وعن جابر قال: كانت عند أم المؤمنين عائشة امرأة معها صبي يقطر منخراه دما فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأن هذا الصبي، قالت: به العذرة، قال: ويحكن يا معشر النساء لا تقتلن أولادكن وأي امرأة كان بصبيها عذرة أو وجع برأسه فلتأخذ قسطاً هنديا فلتحكه ثم لتسعطه ثم أمر عائشة ففعلت ذلك بالصبي فبرأ. رواه أبو يعلى، وقال الشيخ حسين أسد: رجاله رجال الصحيح.

وقد روى البخاري عن أم قيس قالت: دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عليه من العذرة، فقال: على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب.

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري. رواه البخاري ومسلم.

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتداوى من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب صحيح، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

قال النووي في شرح مسلم مبينا منافع القسط: قد أطبق الأطباء في كتبهم على أنه يدر الطمث والبول وينفع من السموم ويحرك شهوة الجماع ويقتل الدود وحب القرع في الأمعاء إذا شرب بعسل ويذهب الكلف إذا طلي عليه وينفع من برد المعدة والكبد ويردهما ومن حمى الورد والربع وغير ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني