الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلاف مع الأب بقصد الشفقة عليه هل يعد عقوقا

السؤال

آسف لأني سأطيل عليكم ولكن هذه الأسئلة تهمني جدا، والدي توفي وبيني وبينه خلاف على الرغم من محبتي الشديدة له وهو كذلك ولي أخوة كثيرون ولكني تحدثت معه فبل وفاته بـ 15 يوما لأنه مرض فجأة بمرض الكبد ولم يظهر عليه أعراض قبل ذلك وتوفي في ليلة 21 رمضان كان الخلاف بيننا بصفة عامة بأني أريد راحته وهو كان يحب العمل والكد في أرضنا التي جمعها من عرق جبينه أي خلاف عادي كما يحدث في أي بيت كان أبي أحسبه والناس في بلدنا ملتزما جدا وكان يعطي الأجير حقه قبل جفاف عرقه ولكنه كان يصلي في البيت مع أنه خلال فترة المعيشة في السعودية كان لا يترك وقتا في المسجد فكان يقول لي أن أغلب الذين يصلون في المسجد الآن يراءون ولا يعملون بما يصلون بصفة عامة كان يميل للبعد عن الناس إلا في نطاق العمل فقط وكان متواضعا ويبتسم في وجه الكبير والصغير والأسئلة هنا
* هل أعتبر أنا عاق لوالدي ؟
* ما أفضل العمل الذي أقدمه له ؟
* رأى بعض الناس أبي في المنام منهم من يعرفه جيدا ومنهم قليل العلاقة به ومنهم الذي نحسبه صالحا أو متوسط الصلاح وبصفة عامة بصحة جيدة وبعض الأحيان يشرب ماء وبعض الأحيان في حديقة بها شجر كبير ؟
* ما حكم صلاته في بيته ؟
* لقد رأيت أبي أكثر من مرة مرة أمازحه ومرة أحضنه ونبكي أنا وهو لفترة طويلة وعادة تكون هذه الأحلام بعد صلاة الفجر أو بعد صلاتي ركعتين قبل النوم ؟
* إني أحب أن أزور قبره وأجلس أمامه فهل يراني أو يشعر بي وأحب أن أقرأ القرآن وأدعو له فهل قراءتي القرآن على القبر مباحة ؟
* أقوم بقراءة القرآن كثواب له كذلك صلاة ركعتين بعد سنة العشاء فهل تصل إليه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فخلافك مع أبيك بقصد الشفقة والرحمة به لا يعتبر عقوقا إذا لم تترتب عليه أذية له بالقول أوبالفعل، وراجع الفتوى رقم: 76303، ففيها ضوابط لوجوب طاعة الوالدين وبيان لما يعد عقوقا لهما.

وصلاة الجماعة في المسجد واجبة على الراجح في حق الرجل القادر الذي يسمع النداء، لكنها تجزئه إذا أداها في بيته مع نقصان ثوابها، وعليه فصلاة والدك في بيته مجزئة إن شاء الله تعالى، ولعله كان مقلدا في ذلك من يرى عدم وجوبها في المسجد، فأحسن الظن به واستغفر له، وراجع الفتوى رقم: 36549، والفتوى رقم: 1798.

والميت يصل إليه ثواب الصدقة والدعاء بالإجماع، وما سوى ذلك من تلاوة القرآن ونحوه محل خلاف بين أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 69795، والفتوى رقم: 5541.

وزيارة القبورسنة ولها آداب سبق بيانها في الفتوى رقم: 7410.

كما أن الجلوس عند القبر تقدم حكمه في الفتوى رقم: 6317، والفتوى رقم: 74014.

وشعور الميت بمن يزوره ورؤيته إياه سبق الكلام عليهما في الفتوى رقم: 54990، والفتوى رقم: 24738.

وقراءة القرآن عند القبر تقدمت أقوال أهل العلم حولها في الفتوى رقم: 14865

والدعاء للميت عند القبر جائز وراجع الفتوى رقم: 76733.

كما يجوز لك إهداء ثواب صلاة النافلة لأبيك من غير تحديدها دائما بوقت معين كبعد صلاة العشاء مثلا لئلا يكون ذلك داخلا في البدعة الإضافية، وراجع الفتوى رقم: 631.

وبخصوص ما رأيته من رؤيا أورآه غيرك فلا علم لنا بتفسيره، ونرجو أن يكون خيرا لك وله، فاحرص على الدعاء له.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني