الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي هو: من هم أهل البيت وما المقصود في الآية الكريمة: (يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). من هم المقصودون في هذه الآية ويا حبذا لو كان هناك مناسبة للآية الكريمة أن ترفقوها مع الإجابة. وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم بنو هاشم، وبنو المطلب.
قاله الشافعي وجماعة من أهل العلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما بنو المطلب، وبنو هاشم شيء واحد" رواه البخاري.
وذهب أبو حنيفة ومالك إلى أن أهل البيت هم بنو هاشم فقط، وهو رواية عن أحمد.
والراجح ما ذهب إليه الشافعي ومن وافقه من أن أهل البيت هم بنو هاشم، وبنو المطلب، للحديث.
قال ابن حجر - رحمه الله -: والمراد بالآل هنا: بنو هاشم، وبنو المطلب على الأرجح من أقوال العلماء.
ويدخل في أهل البيت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) [الأحزاب:33].
قال ابن كثير - رحمه الله -: وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت ههنا، لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولاً واحداً، إما وحده على قول، أو مع غيره على الصحيح.
وكان عكرمة ينادي في الأسواق: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وكان يقول: من شاء باهلته أنها في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
وتحرم الصدقة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، كما تحرم على بني هاشم وبني المطلب.
قال الحافظ ابن حجر: ذكر ابن قدامة أن الخلال أخرج من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة قال: "إنا آل محمد لا تحل لنا صدقة المال". قال: وهذا يدل على تحريمها. قلت: وإسناده إلى عائشة حسن. أخرجه ابن أبى شيبة أيضاً. ا. هـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني