الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتخلص الظالم من دعوة المظلوم

السؤال

دعوة المظلوم على الظالم لا شك مستجابة... والسؤال هو: إذا أصاب الظالم دعوة المظلوم عليه فكيف يتخلص الظالم من دعوة المظلوم عليه؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا يتخلص الظالم من أثر مظلمته -ومنها دعوة المظلوم عليه- إلا بالتوبة إلى الله، ورد الحقوق لأهلها، ودعاء الله أن يرفع عنه ما نزل به.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ لما أرسله إلى اليمن: واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب.

وإذا حصل أن دعا المظلوم على ظالمه بقدر مظلمته فهو غير ملوم، فإذا أصابت الظالم فإنه لا سبيل إلى رفع ذلك إلا الدعاء إن شاء الله...

فقد ثبت عند الترمذي والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر.

وإنما يكون ذلك بعد التوبة إلى الله من ظلمه، ومن تحقيق توبته رد حق المظلوم إن كان له عليه حق، وإن لم يكن فليستسمحه وليسترضه وليحسن إليه عسى أن يعفو عنه، فيعفو الله عنه، فإنه سبحانه هو أهل التقوى وأهل المغفرة، وإذا لم يقدر الله إجابة دعائه فإنه ينفعه أيضاً، يؤيده ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: أراد برد القضاء إن كان المراد حقيقته تهوينه وتيسير الأمر حتى كأنه لم ينزل. انتهى.

وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 95862، 10657، 38463.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني