الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تحميل ونشر صور وفيديوهات قد تشتمل على أشياء مخالفة للعقيدة

السؤال

هنالك بعض الحركات التي قد أفعلها أو تصير معي - وبسبب الوسواس - قد يتهيأ لي أشياء لا أعرف حكمها، وكثيرا ما تسكن في بالي فكرة أن هذا من الممكن أن يكون عملاً كفريا والعياذ بالله . فأحاول الابتعاد عن تلك الفعلة (التي قد تكون حراما، وأستطيع بسهولة معرفة هذا) لكن قد تراودني رغبة قوية في ذلك الفعل إلا أنني أظل أسأل نفسي هل هذا يصل لدرجة الكفر ؟
مثلا:
1-إذا احتفظت في الجوال، أو نشرت عبر تويتر صورة أو فيديو لممثلة مثلا (وأنا أعرف أن هذا حرام) وتلك الصورة/الفيديو قد تحتوي على لباس فيه شعار لا أفهمه أو كتابة بالكورية أو رسومات ورموز ليس لي فكرة عن معناها أو حديث بلغة أجنبية لا أفهمها. فهل الاحتفاظ / نشر ذلك يصل إلى الكفر والعياذ بالله. إذا كان في الكتابات، الحديث أو الشعارات السابقة شيء مخالف للتوحيد، وأنا لم أنتبه له ولم أفهمه أي احتمال وارد دون أن أكون متاكدة 100٪ (لأن اللغة والكتابة أجنبية(كورية) لا أفهمها وصرت أشك أن في كل كلام أجنبي قد يكون فيه مخالفة للتوحيد دون أن أكون متاكدة)
2-ماذا لو تأكدت من أن الشعار/الكلام/الكتابة/الحديث في الفيديو قد يكون مخالفا للتوحيد والعياذ بالله، ويكون غالبا مرفقا مع الصورة/الفيديو أي تسجيلي/احتفاظي/نشري للصورة أو الفيديو يكون لهدف ثان ( وغالبا ما أحاول التخلص من ذلك الجزء إذا تيقنت أنه رمز/كلمات كفر سواء في الصورة أو الفيديو) .
3-عند دخول صفحة ما لتشغيل فيديو قد تظهر لي في تلك الصفحة إعلانات وكتابات/فيديوهات/عناوين قد تحمل كلمات خطيرة مخالفة للتوحيد فأحاول إزالة تلك الإعلانات، أما بعض الكتابات (المرفقة بالفيديوهات مثلا) فلا يمكن، وبالتالي عند تشغيلي الفيديو قد تبقى تقابلني تلك العناوين والكتابات، وأحاول قدر المستطاع تفادي النظر إليها.
4-ماذا عن دخول رابط فيديو قد يحمل عنوانا أشك في كونه كفرا - والعياذ بالله - في بعض الأيام لا أشعر إلى أن أقرأ العنوان وأشك (دون تأكد) وأخرج منه فوراً وأستغفر .
5-اذا عملت إعادة تغريد عبر تويتر لصورة فيديو قد تشمل كلاماً بلغة لا أفهمها أو صورة مرفقة بأشياء لا أفهمها والتغريد يكون لهدف ثان ( أي الصورة/الجزء المفهوم من الكلام) دون البقية الذي يحتمل أن يكون مخالفا للعقيدة (دون تأكد)
6-إذا احتوى فيديو على مقاطع قد يذكر فيه اسم الله في معصية مثلا البطلة تمدح في عضلات البطل، وتقول "ماشاء الله" أو مقطع مليء بالمعاصي لكن قد تظهر عليه صور "مسجد" فهل تحميله يعد استهانة وكفرا ؟ مع العلم أنني قد أحذف هذه المقاطع بعد تحميلها اجتنابا للامتهان .
باختصار أريد الإجابة عن حكم تحميل أي تسجيل: صور وفيديوهات وأفلام ومسلسلات قد تشتمل على أشياء مخالفة للعقيدة تكون غالبا مرفقة أي: الهدف ليس تحميلها هي بالذات مع التأكيد على عدم الرضى، وعدم ارتياح القلب لها. فهل فيما ذكرته كفر ؟ أتمنى الإجابة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لنا ولك العافية من الوسوسة وسائر الشرور، وقد ذكرنا في عدة فتاوى سابقة أن الواجب على من ابتلي بالوساوس أن يعرض عنها، وأن يشغل نفسه بما ينفعه في أمر دينه ودنياه؛ لئلا يفسح المجال للشيطان، وأن يكثر من الدعاء ليكشف الله عنه البلاء .

ومما يتعين كذلك إعراض الموسوس عن الاشتغال بهذه الوسائل التقنية التي يخشى وجود الباطل بها وهو لا يعلم، فينبغي الاشتغال بنصوص الوحيين وكتب السير والرقائق، وتوظيف الوقت في التعلم والدعوة الى الله تعالى .

ثم إن مجرد الشك في وجود مناقض للتوحيد في كلام لا تفهمينه لا يحصل به الكفر .

ولا يجوز نشر وتحميل ما يحتوي على منكرات شرعية، فضلا عن الكفر!! بحجة وجود منفعة مباحة فيها ونحو ذلك، ثم إن هذه المنافع يمكن تحصيلها من غير هذا الوجه ويكون خاليا عن الحرام، وأما إعادة نشر تغريدة أو فيديو يشتمل على الكفر فهو محرم إن كان ناشرها غير راض بما فيها من كفر، ولا يقصد دعوة الناس إليه، ولا يكفر بمجرد النشر، لكنه يأثم لترويجه ذلك، ولعونه على الإثم والعدوان. وانظري الفتاوى أرقام: 58454، 110559، 199179 .

واما إن كان ينشرها راضيا بما فيه من كفر، قاصدا ترويجه بين الناس وتزيينه لهم، فإنه يكفر بذلك. وانظر الفتويين: 25542 ، 185213
وأما والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني