الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء الوسواس هو تجاهله والإعراض عنه

السؤال

أعلم أن لكل داء دواء، والله أمرنا بأخذ الأسباب للشفاء، لكن الوسواس لا دواء له، ولا توجد أسباب نأخذ بها حتى نشفى، فمثلا: أنا أعاني من وساوس كثيرة، وخاصة في الصلاة عند نطق التكبير، وكل من أسأله عن علاج يقول أعرضي عنه، وهذا ليس علاجا، ولا يعلم بصعوبة الوسواس، وصعوبة الإعراض عنه إلا من جربه، فما الحل للنجاة من الوسواس؟ أخاف أن أضيع الصلاة بسبب صعوبتها البالغة والمشقة التي تأتيني عندها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزعمك أن الوسواس لا دواء له زعم باطل، بل دواء الوسواس هو تجاهله والإعراض عنه، وهذا قد يبدو صعبا للوهلة الأولى؛ لكن من استعان بالله تعالى، وجاهد نفسه مجاهدة صادقة، فإن الله تعالى يعينه ويوفقه للتعافي من هذا الداء، وما أكثر الذين كانوا مبتلين بهذا الداء ثم عافاهم الله منه بأخذهم بالدواء الناجع لعلاج الوساوس، وهو تجاهلها والإعراض عنها، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

فتصورك أنك لا تقدرين على التخلص من الوساوس إنما هو وهم يلقيه الشيطان في قلبك ليحول بينك وبين الخير، ولكننا واثقون بأنك لو امتلكت الإرادة الصادقة والعزيمة القوية وبذلت ما في وسعك من المجاهدة فستتخلصين سريعا من هذا الداء بمعونة الله وتوفيقه، واجتهدي في الدعاء ولزوم الذكر، ولا حرج في مراجعة الأطباء الثقات، فقد تكون هناك أدوية عضوية تعين ـ بإذن الله ـ على التعافي من الوساوس، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني